جلست في ركن ركين , ارتشف قهوة ساخنة و في يدي سيجارة و في الاخرى قلمي .. لم ابدأ الكتابة بعد و لمحت الذاكرة تأتي مشتاقة لتعذيبي .. تذكرت تلك الفتاة التي وعدتني بان لا نفترق فسخر مني القدر , تذكرت حلما عاهدت نفسي ان احققه فسخر مني القدر مرة اخرى , تذكرت وطنا قيل له ' نموت نموت و يحيا الوطن ' فهذا شعب يموت و هذا وطن يحترق , تذكرت و تذكرت حتى ان القدر ملّ السخرية مني و ذهب و بقيت انا اتذكر .. و اليوم ها ان الوضع تغير اصبحت في وضع قوة فانا الذي خذلت الجميع لانتصر لنفسي .. انا الذي عاهدت نفسي ان لا اهيم في احد .. و في هاته الذكرى لمحت تلك الشقراء في ظلمة حلم و بقيت ألمح تضاريس جسدها امامي الى ان استوقفتني قولة مدرستي ذات مرة حين واجهتني قائلة عن نجيب محفوظ : نشوة الحب لا تدوم و نشوة الجنس أقصر من أن يكون لها اثر .. لاجيبها من هاته الكلمات ان الجنس فن و الفنان في وطننا مهضوم .. عدت الى واقعي الأليم يسرعُ الكلّ إلى وجهته هربا من قسوة البرد وتبكي السماء تعاطفا مع كوكب اعتنق سكانه مذهب اللاّمبالاة .. و بقيت انا سجين تلك الشقراء ليكتب التاريخ انني كنت من بين الداعين الى التثاقف بين بين العاشق المضطهد وجسد آلهة الشهوة المتعالي , حبست يومها في ظلام اليل و سواد القهوة ..
عزيز : في دهاليز ثورتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق